مدير عام Admin
عدد المساهمات : 216 تاريخ التسجيل : 30/10/2013 العمر : 30
| موضوع: جهاد الصدقة في سبيل الله الخميس أكتوبر 31, 2013 8:28 pm | |
|
إن النار التي أعدها الله سبحانه وتعالى للكافرين يوم القيامة، لها اسماء عدة وأبواب عدة وطبقات عدة ومن هذه الأسماء جهنم وسقر والسعير وغيرها من الأسماء الكثيرة التي تدل على عظمة تلك النار وشدة حرارتها على من كتبه الله من أهلها، أعاذنا الله منها، يقول :. ((يؤُتْىَ بأِنَعْمَ أهَلْ الدنُّيْاَ من أهَلْ الناَّر يوم القْيِاَمةَ فيَصُبْغَ في الناَّر صبَغْةَ ثمُ يقُاَل يا ابن آدمَ هل رأَيَتْ خيَرْاً قطَ هل مرَ بكِ نعَيِم قطَ فيقول لا والله يا ربَ))’ «صحيح مسلم ،» فينسى ذلك العبد النعيم الذي كان فيه من هول ما رأى من عذابها فهي التي جاء في وصفها عن أبي هرُيَرْةَ . عن النبي . قال: ((أوُقدِ على الناَّر ألَفْ سنَةَ حتى احمْرَتَّ ثمُ أوُقدِ عليها ألَفْ سنَةَ حتى ابيْضَتَّ ثمُ أوُقدِ عليها ألَفْ سنَةَ حتى اسوْدَتَّ فهَيِ سوَدْاَء مظُلْمِةَ))، «رواه الترمذي .»
وفي عقيدتنا أن الذي ذكرناه من الأهوال الجسام والمآسي التي تنتظر الكفرة يوم الحساب، أما العبد المؤمن فهو أبعد ما يكون عنها ويكون في مأمن وبأقل الأعمال تكلفة اذا وفقه الله تعالى لهذه الاعمال، فتلك هي رحمة الله سبحانه تعالى بعباده المؤمنين حيث يقول :. ((اتقَّوُا الناَّر ولَوَ بشِقِ تمَرْةَ))’ «رواه مسلم »، إذن من أراد أن يتخلص من تلك النار المحرقة ومن معيشة الضنك فيها عليه أن يتصدق لوجه الله تعالى ولو بشق تمرة ذلك لأن الصدقة والأعمال الصالحة على قلتها وبساطتها سبب للوقاية من تلك النار العظمية وعن النبي . قال: ((إنِ صدَقَةَ السرِّ تطُفئ غضَبَ الربَّ))، «رواه الطبراني في الكبير .»
وهناك شواهد كثيرة من القرآن الكريم ما بين الترغيب والترهيب تبين فضيلة الصدقة وعظمة ثوابها في ميزان المؤمنين المتصدقين وتبين أيضا وبال تركها والإعراض عن فعلها لا قدر الله، قال تعالى: (آمِنُوا باِللهِ وَرَسُولِهِ وَأنَفِقوُا مِمَّا جَعَلكَمُ مُّسْتخَلْفِين فِيهِ فاَلذِّينَ آمَنُوا مِنكمْ وَأنَفقَوُا لهُمْ أجْرٌ كبَيرٌ)، «سورة الحديد »، فالصدقة نجاة للمؤمن من التهلكة قال تعالى: (وَأنَفِقوُا فِي سَبيِل اللهِّ وَلا تلُقْوُا بأِيَدْيكمْ إلِىَ التهّْلكُةِ وَأحْسِنُوَا إنَّ اللهَّ يحُبُّ المُحْسِنِينَ)، «سورة البقرة »، يعني ان الله تعالى يريد من المؤمنين انفاق المال في سبيله، وأهم طريق للإنفاق في سبيل الله هو أن نجعل أموالنا بيد من جعل روحه وماله وكل ما يملك دفاعا عنا وعن ديننا الحنيف ألا وهو المجاهد في سبيل الله ولا بد لنا من أن يكون هذا الأمر من أولوياتنا ففيه نجاتنا ورفعتنا والحفاظ على دين امتنا وتاريخها وكرامتها وسيادتها وهيبتها لنكون بمستوى كرامة الله لنا: (كنْتمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرجَتْ للِنَّاس تأَمُرُونَ باِلمَعْرُوفِ وَتنْهَوْنَ عَن المُنْكرَ وَتؤْمِنُونَ باِللهِّ)، «آل عمران .»
فوضع الصدقة بيد المجاهد في سبيل الله حصول المتصدق على درجة من درجات الجهاد في سبيل الله بل ركن من أركانه (انفِرُوا خِفاَفا وَثِقاَلا وَجَاهِدُوا بأِمْوَالِكمْ وَأنَفْسِكمْ فِي سَبيِل اللهِّ ذلَكِمْ خَيْرٌ لكَمْ إنْ كنْتمْ تعْلمُونَ)، «سورة التوبة »، وفي الحديث النبوي الشريف دلالة واضحة على نيل المتصدق على المجاهدين نفس الثواب والأجر والفضيلة التي يخص بها سبحانه وتعالى المجاهدين في سبيله كما في قوله .: ((منَ جهَزَّ غاَزيِاً فيِ سبَيِل فقَدَ غَزَا وَمَنْ خَلفَ غَازِيًا فيِ سَبيِلِ الله بخِيْرٍ فقَدَ غَزَا))، «رواه البخاري .»
والسعيد هو من يوفقه الله تعالى للجهاد في سبيله بنفسه وماله كما هو حال مجاهدي جيش رجال الطريقة النقشبندية اليوم فمجاهدهم يجاهد بنفسه في سبيل الله تعالى وينفق ماله على إخوته المجاهدين في هذا الجيش المبارك ليتمكنوا من سد متطلبات الساحة الجهادية ويستمروا باستنزاف رأس الكفر العدو ، فعون المجاهد في جهاده مصلحة عظيمة تؤدي الى تكاتف وتلاحم وتقوية المسلمين فيما بينهم، فقوة المسلمين هي ضعف الكافرين وتوهينهم. فعلينا ونحن مؤمنون بوعد الله ولقائه جل في علاه يوم القيامة والنظر الى وجهه الكريم أن نحرص كل الحرص على الصدقة وأن نترك خلفنا صدقة يجري ثوابها ما دامت السموات والأرض بدعمنا للمجاهدين ومساندتهم، قال .: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))،”رواه مسلم”، فالمال فان والعمل الصالح باق (مَا عِنْدَكمْ يَنْفدُ وَمَا عِنْدَ اللهِّ بَاقٍ وَلنَجْزيَنَّ الذِّينَ صَبَرُوا أجْرَهُمْ بأِحْسَن مَا كاَنوُا يَعْمَلوُنَ)، «سورة النحل .»
روي عن سيدتنا عائشة . أنهم ذبحوا شاة وتصدقوا بلحمها فقال النبي .: ((ما بقي منها؟ قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال: بقي كلها إلا كتفها))،”رواه الترمذي”، ومن سياق هذا الحديث الشريف نفهم أن المجاهد الذي يقبل أن يأخذ الصدقة منا هو متفضل علينا ابتداء لأنه أصبح سببا لبقاء عملنا عند الله تعالى فلا نمن على أي مجاهد تصدقنا عليه يوما من الأيام لأنهم هم أصحاب الفضل علينا، وما أجمل الصدقة وما أحلاها عندما تكون في محلها ومكانها الصحيح وعندما يكون صاحبها مطمئنا بوصولها من يده الى يد الله عز وجل عندما يضعها في يد المجاهدين في سبيل الله.
والصدقة تمحو الخطيئة، كما في قوله .: ((واَلصدَّقَةَ تطُفْئِ الخْطَيِةَّ كمَاَ يطُفْئِ المْاَء الناَّر)) «رواه ابن حبان ،» وان المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر . قال: سمعت رسول الله . يقول: ((كلُ امرْئِ فيِ ظلِ صدَقَتَهِ حتَىَّ يقُضْىَ بيَنْ الناَّس)) «رواه ابن حبان »، وان الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: (إنَّ المُصَّدِّقِينَ وَالمُصَّدِّقاَتِ وَأقَرَضوُا اللهَّ قرْضا حَسَنا يضُاَعَفُ لهُمْ وَلهُمْ أجْرٌ كرَيِمٌ)، «سورة الحديد ،»
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كثيرا
| |
|