شموخ بغدادي
عدد المساهمات : 61 تاريخ التسجيل : 01/11/2013
| موضوع: ما سمعه الحاج في واشنطن الإثنين نوفمبر 04, 2013 11:19 am | |
| لم يلتقيا منذ ٢٠ شهرا. ولا ندري ماذا دار بالضبط من حديث خلال ٤٠ دقيقة جمعت نوري المالكي بأوباما. لكن في وسعنا ان نتخيل بعض ممكنات الحديث هذا، على فرض ان سلطاننا طلب دعم ولاية ثالثة. ويفترض بالحديث عن ولاية ثالثة، ان يدفع اوباما الى ان يتذكر انه راحل عن البيت الابيض خريف ٢٠١٦، لانه سيتم ولايتين، وربما سأل المالكي: ماذا يعجبكم يا ساسة العالم القديم في هذا الكرسي، ولماذا تطلبون ولايات ابدية؟ ربما واصل اوباما حديثه: من المرجح ان يخلفني رئيس جمهوري يشبه جورج بوش، وسيفاجئك عام ٢٠١٦ بخطوات تعرضك لما لا تحب. لماذا لا تنفذ بجلدك وتغادر، كما سأغادر بيتي الأبيض عائدا الى مسقط رأسي شيكاغو؟ يقول العارفون ان "امراً ما" جعل المالكي يغادر واشنطن اسرع مما كان يفترض، وبمجرد لقائه أوباما، حتى انه ألغى لقاءً مع الجالية العراقية هناك. هل يمكن ان يكون وراء ذلك اشياء غير مرغوبة سمعها من اوباما؟ لقد بدا في اللقطات التي عرضها التلفزيون نهاية اللقاء، بوجه لا حماس فيه، ومسحة من الخيبة تشبه الخجل. لقد سوّق المالكي في احاديثه للاميركان حسبما رأينا، كل مشاكل الخارج التي تؤثر على العراق، لكنه تهرب من الحديث الجاد عن الداخل، ولربما طالبه اوباما بالكف عن مناقشة موضوع اف ١٦، وتفسير ما حصل في "غزوة طوزخورماتو" والملاحقات خارج المعايير لزعماء العراقية، وتلك الحكمة التي يعبر عنها مقتدى الصدر وعمار الحكيم في محاولتهما تصحيح اخطاء المالكي مع الاكراد والسنة. المالكي يشعر بأنه يحتاج اف ١٦ قبل انتخبات نيسان، فقد ظل بلا اي منجز، ويحتاج ان يقول شيئا لجمهوره الذي يشعر بالاحباط من "الزعيم القوي" الذي يهين ضباطه ويقول ان ولده احمد اكثر شجاعة منهم، بينما يموت العشرات كل يوم. يطمح المالكي الى "تقدم رمزي" ويتوسل اوباما بمنحه بعض الاسلحة الصالحة للتسويق بوصفها "تقدما رمزيا"، يستر به بعض الشقوق الواسعة في صورة الحكم ونهجه. لكن اوباما كما يمكن ان نفترض، صارحه قائلا ان سلوكك يا ابا احمد، ادى الى تعقيد مهمتنا في دعمك. هل سأله عن احمد؟ لا ادري، لكنني اعتقد ان اكثر من مسؤول اميركي قال للمالكي ان نهجه قد عقد دور واشنطن في دعمه، وأن من الصعب على اوباما ان يقنع بارزاني والنجيفي والحكيم وغيرهم، بأن يقبلوا بولاية ثالثة للمالكي. فقد تحول الى عبء حقيقي على واشنطن، التي صارت تعجز عن تفسير كل تلك "الكبوات"، وصارت تعجز عن تصحيح اخطاء وخطايا الحاج. ربما سأله اوباما في هذا الاطار، عن ورطة الحويجة.. ما الذي افقدك صبرك يا حاج وجعلك ترتكب مجزرة لا احد يدافع عنها؟ لماذا خربت التسوية الامنية، وضحيت بالتسويات السياسية التي قدمها لك بترايوس على طبق من ذهب؟ لماذا لم تترك القضاء ينظر بمعايير معقولة، في ملفات الهاشمي والعيساوي؟ ربما سأله ايضا: بعد لقائنا الماضي نهاية ٢٠١١، عدت مسرعا الى بغداد لمطاردة الهاشمي، ولم تمهل العراقيين حتى بضعة ايام ليستوعبوا فرحا او مشاعر احتفالية بانسحاب اميركا.. فماذا ستفعل هذه المرة وانت تعود مسرعا الى بلادك؟ وكيف سأقنع بارزاني والنجيفي والشيعة بأن الحاج يستحق ولاية ثالثة؟ ولماذا افكر بإقناعهم اصلا؟ ولماذا تعين خصومك على نفسك كل مرة؟ وكيف خسرت البصرة وبغداد مرة واحدة، ومن سيضمن ان خسارتك هذه لن تتفاقم في انتخابات البرلمان؟ لا ندري ماذا دار في الدقائق الاربعين بين المالكي واوباما، لكن المؤكد ان الاميركان قالوا للمالكي بطرق مختلفة، انه تحول الى عبء سياسي على واشنطن، بكل هذا الفشل، وأن آخر ما تفكر به واشنطن الغارقة في المآزق، هو تحمل اعباء جديدة لتصحيح آثار الحكمة الناقصة في فريق السلطان. انه امر فاق متطلبات الاشارة والتصريح، من تعليقات صحف اميركا، حتى بيتها الابيض!.
سرمد الطائي
| |
|